تطوير ريادية الأعمال في لبنان ما بعد الأسبوع العالمي لريادية الأعمال

شارك

[addthis tool="addthis_inline_share_toolbox_pvdf"]

كتب: رامي شمة

هذه المدونة مترجمة عن الأصل باللغة الإنجليزية: Advancing Entrepreneurship in Lebanon Beyond Global Entrepreneurship Week

 تُعد جمعية التنمية للإنسان والبيئة (DPNA) منظمة لبنانية مدنية غير هادفة للربح، وغير حكومية، تعمل عبر مجموعة كبيرة من منظمات المجتمع المدني من أجل استيفاء احتياجات المجتمعات المحلية، خاصة المُهمشة منها. وتتمحور رؤيتنا حول تحقيق مجتمع مدني يحفز كافة المواطنين اللبنانيين على المشاركة في الحياة العامة، والسعي نحو إحداث تغيير إيجابي.

إن أحد البرامج الرئيسية التي تُعنى بها منظمتنا هو: "رعاية المشروعات الحرة للشباب (FFEY)"، والذي عملنا على تنفيذه بالاشتراك مع مركز المشروعات الدولية الخاصة CIPE منذ عام 2007. فقد أسسنا منذ ذلك الحين منهج نُطلق عليه "مدخل إلى ريادية الأعمال" (E2E)، وهو بمثابة دليل معرفي يهدف إلى تعريف مفهوم ريادية الأعمال، ليس فقط بالنسبة لطلاب الجامعات، ولكن أيضًا لطلاب المدارس الثانوية. وقد أُجريت تدريبات منهاج "مدخل إلى ريادية الأعمال" لأكثر من 300 طالب، وما يفوق 90 مُعلمًا على مدى السنوات القليلة الماضية؛ مما أدى إلى تشكيل شبكة لتعارف الخريجين. الأهم من ذلك أن تركيزنا الحالي ينصب على إدماج مفهوم ريادية الأعمال في مناهج المدارس الثانوية من خلال الأنشطة التفاعلية.

وينبع نشاط جمعية التنمية للإنسان والبيئة في هذا المجال من إيمانها بحق كل شخص في إدراك معنى ريادية الأعمال، ومعرفة كيف يكون رياديَّ أعمالٍ ناجحًا، وكيفية وضع خطة أعمال لفكرة خلاقة تستند إلى احتياجات السوق وغيرها من العناصر.

وهذا هو جوهر أعمالنا المُزمعة لعام 2013، فقد وقعت الجمعية مذكرة تفاهم مع المركز التربوي للبحوث والإنماء، الكيان المسئول عن مناهج المدارس اللبنانية. كما أبدت وزارة التربية والتعليم العالي موافقتها على هذه الاتفاقية التاريخية التي ستساعدنا على تضمين منهج "مدخل إلى ريادية الأعمال" خلال السنوات المقبلة.

ومن أبرز أنشطة الجمعية في هذا المجال، الدور الذي لعبته خلال فعاليات الأسبوع العالمي لريادية الأعمال في لبنان (#GEWLebanon). وقد جاءت أولى تجاربنا العام الماضي خلال سلسلة من الاجتماعات التي عقدناها مع المنظمات العاملة على نشر مفهوم ريادية الأعمال في لبنان، حيث دُعينا لحضور اجتماع تنسيقي بعنوان "بيئة ريادية الأعمال" في لبنان، وحينئذٍ بدأ دورنا في الأسبوع العالمي لريادية الأعمال.

ولتعزيز تأثيرنا في عام 2012، قررت جمعية التنمية للإنسان والبيئة عقد فعاليات الأسبوع العالمي لريادية الأعمال خارج العاصمة، فقمنا بتنظيم معرض لريادية الأعمال، وندوة تناولت التحديات والفرص التي يقابلها رياديو الأعمال الشباب (عند بدء مشروعاتهم)، في مدينة صيدا جنوبي لبنان. شارك في المعرض 15 منظمة وشركة ومؤسسة غير حكومية داعمة لرياديي الأعمال، من ذوي الخبرات التقنية أو المالية. كما شهدت الندوة تقديم عرضين لاثنين من ريادي الأعمال الشباب، هما: مدير العمليات المالية في البنك المركزي، ورئيس مجلس إدارة "كفالات" (وهي من أشهر الشركات التي تقدم المعونة المالية لرياديي الأعمال من خلال القروض المدعومة).

حضر المعرض والندوة أكثر من 120 شخصًا، واستمرت المناقشات المباشرة بين الحضور خلال اللقاء الذي عقد بعدهما.

وقد جاء رد الفعل إيجابيًّا للغاية لسببين رئيسيين: الأول، انعقاد الفعاليات في صيدا بدلاً عن العاصمة بيروت، ومن ثم التعاطي مع منطقة تفتقر إلى الخدمات وتتوق إلى مزيد من المعرفة. أما السبب الثاني، كون ريادية الأعمال من المواضيع الجديدة في هذه المنطقة، ومن ثم اهتمام أعداد متزايدة بالتعرف على كيفية تأسيس مشروعاتهم الخاصة، لاسيما في المناطق الريفية. إن من أهم مكونات ريادية الأعمال قيام أعضاء المجتمع بتحسين الوضع الاقتصادي في المناطق التي يقطنونها، وإيجاد فرص عمل جديدة للخريجين، وقد كان ذلك مصدر تشجيع بالغ للمشاركين في الفعاليات.

إن ارتفاع معدل البطالة مشكلة كبيرة في لبنان، وتأتي ريادية الأعمال كأحد الحلول لهذه المشكلة، وبالشراكة بين كلٍ من مركز المشروعات الدولية الخاصة CIPE، وجمعية التنمية للإنسان والبيئة، سنستمر في السعي نحو غرس هذا المفهوم وتعميمه بين الشباب، ليس فقط خلال فعاليات الأسبوع العالمي لريادية الأعمال، وإنما بعده أيضًا.

Hello World!

TOP