للإجابة على ما إذا كان إصلاح السوق قد فشل في أمريكا اللاتي نية، يجب أولا تحليل واختبار بعض المعلومات التى تكمن وراء هذا السؤال. فلو نظرنا إلى دخل الفرد في دول أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي مقارنة بمثيله فى دول منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية OECD خلال العشرين سنة الماضية، سنجد أن متوسط دخل الفرد فى تلك الدول سنة ١٩٨٠ كان ١٨,٦ % من دخل الفرد في دول منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية أما الآن فقد هبط إلى ١٣ %. وفيما بين ١٩٨٠ و ١٩٩٠ انخفض متوسط دخل الفرد في المنطقة بحوالي الثلث، ولعل ذلك يفسر السبب فى وصف عقد الثمانينات بأنه العقد المفقود بالنسبة لأمريكا ا للاتينية . وبالرغم من تحسن الأوضاع في العشر سنوات الأخيرة إلا أن هناك روح من الاحباط الشديد فيما يتعلق بمعدلات النمو ونتيجة لذلك ساد الاعتقاد بأن الإصلاحات التى تم تنفيذها خلال عقد الثمانينات وأوائل التسعينات قد باءت بالفشل..