مساعدة النساء على تاسيس مشاريعهن وتنميتها في الاردن

يساعد ملتقى سيدات الأعمال و المهن النساء على إنشاء مشاريع ناجحة وتنميتها في الأردن.

يساعد الدعم الذي تقدمه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لجمعيات الأعمال مثل ملتقى سيدات الأعمال و المهن على خلق بيئة أعمال يمكن للمنشآت الصغيرة والمتناهية الصغر أن تزدهر فيها.

"صفاء غيث خياطة تعمل من المنزل وتقوم بتصليح الملابس وإدخال تغييرات عليها. وهي تتعلم الآن كيفية تصميم الملابس وصنعها في مركز تدريب يدعمه ملتقى سيدات الأعمال والمهن وتخطط للتوسع في عملها"

في مركز تدريب في شرق عمّان، تجتمع السيدات حول طاولة كبيرة لأخذ المقاسات اللازمة لتصاميم الملابس التي يقمن برسمها على الورق الخاص. تعرض المدرّبات الأساليب المتبعة ويعطين الاقتراحات بينما تتدرب المشاركات على مشاريعهن الخاصة. وتتخذ صفاء غيث وهي إحدى المتدربات موقعها إلى جانب الطاولة متعمّدة للتركيز على تصميم ثوب تبدع في رسمه. صفاء خياطة تعمل عادة من المنزل وتجري تعديلات على الملابس وتصلحها؛ لكن لديها خطط أكبر لعملها.

تشارك صفاء في برنامج تدريبي يعقده مركز جبل التاج للتدريب والذي يديره ملتقى سيدات الأعمال و المهن وقد تأسس في العام 1976 ومن خلاله، يعمل ملتقى سيدات الأعمال و المهن على تمكين سيدات الأعمال و المهن بهدف زيادة مساهمتهن في الاقتصاد الأردني. ويقدّم الملقتى هذه البرامج التدريبية في مركز جبل التاج بالشراكة مع صندوق دعم التدريب والتشغيل والتعليم المهني والتقني حيث تتعلّم السيدات في مركز جبل التاج تصميم الملابس والخياطة والتطريز وتصفيف الشعر ومهارات تكنولوجيا المعلومات. كما تشتمل البرامج على موضوعات الأعمال مثل طريقة الحصول على التمويل وتسجيل الشركات وتسويق المنتجات.

تمتلك السيدات أقل من 10 بالمئة من المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر في الأردن[1]. والسيدات اللواتي يرغبن في إنشاء مشاريعهن الخاصة يجدن صعوبة في الحصول على التمويل كما يصطدمن بالعوائق الاجتماعية والثقافية التي تحول دون مشاركتهم في الاقتصاد بالإضافة إلى افتقارهن إلى التشبيك الضروري وفرص الإرشاد المهني لتحقيق النجاح في بيئة أعمال يسودها الرجال. يساعد ملتقى سيدات الأعمال و المهن السيدات على التغلّب على هذه التحديات من خلال التدريب وتوفير الاتصال الذي لا يقدّر بثمن مع الرياديين الذين بمقدورهم تقديم المشورة والاتصالات التجارية.

لقد عمل مشروع مساندة الأعمال المحلية في الأردن (لِنس) والممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وما زال يعمل على مساعدة ملتقى سيدات الأعمال و المهن على رفع مستوى الفاعلية التنظيمية للملتقى  بحيث يصبح اكثر قدرة على دعم سيدات الأعمال في الأردن لتحقيق آمالهن. ومن الجدير بالذكر أن (لِنس) الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قد تمكّن من العمل مع الملتقى بفضل منحة لمركز المشروعات الدولية الخاصة (سايب).  وبدعم من (سايب)، قام الملتقى بتطوير خطة استراتيجية لعمله بالإضافة إلى تعزيزه لجهود جمع الاموال وتحسين حوكمته. لقد قادت هذه الجهود مجتمعة إلى نمو الملتقى بشكل قوي بما في ذلك رفع نسبة العضوية إلى 37 بالمائة خلال السنة الماضية. ونتيجة لذلك، تمكّن الملتقى من تحسين الخدمات التي يقدّمها بما في ذلك إجراء التجديدات التي تحتّمها الحاجة في مركز تدريب جبل التاج وتحديث برامجه التدريبية من خلال التعاون مع مؤسسات معينة مثل معهد عمّان للتصميم.

أعضاء ملتقى سيدات المهن والأعمال أثناء ورشة عمل للتخطيط الاستراتيجي في عمّان –الأردن في شباط 2017

 

ما زال من أولى الأولويات لملتقى سيدات ا الأعمال و المهن تعزيز منظومته وتوسعة الخدمات التي يقدمها بحسب المديرة التنفيذية للملتقى السيدة هنادي درهلي والتي تقول:"رفع فاعلية الطريقة التي نعمل بها كمؤسسة أمر جوهري لتحقيق رسالتنا. فكلما كنّا أقوى كجمعية، استطعنا ان نساعد المزيد من السيدات."

السيدة ميادة موسى سالم (إلى اليسار) وهبه قنديل (إلى اليمين9 من أعضاء الملتقى تتوسعان في أعمالهما معتمدتين على الخدمات التي يقدمها الملتقى

 

تعرف السيدة ميادة موسى سالم – عضو الملتقى- حق المعرفة الدور البالغ الأهمية الذي تؤدّيه جمعيات الأعمال في دعم الرياديين المستجدّين. فعندما أسست السيدة سالم شركة المقاولات خاصتها في العام 2009، كانت الأنثى الوحيدة التي تملك مشروع مقاولات في الأردن. ولقد كان أكبر التحدّيات الذي جابهها هو التشكك بقدرة المرأة على النجاح في مثل هذا المجال من الأعمال. وهي تعبّر عن ذلك قائلة:" ما من أحد اعتقد انه بإمكاني عمل ذلك." ففرص التشبيك والتسويق غير الرسمي عبر الكلمة المنقولة كان هو الخطوة الأولى من الدعم الذي احتاجت إليه لنمو شركتها. واليوم هي توظّف خمسة موظفين وتحتل موقعاً قيادياً في هذا القطاع.

أما عضو الملتقى السيدة هبه قنديل مالكة شركة هبة الطبيعة المتخصصة في منتجات الأعشاب والأغذية الطبيعية، فهي استفادت من فرص التشبيك والمعارض التي وفرها لها الملتقى لإيجاد أسواق جديدة والتوسع في أعمال شركتها. وكما تقول:"من خلال التشبيك والمشاركة في مؤتمرات ملتقى سيدات الأعمال و المهن والمعارض، استطعت الوصول إلى أسواق جديدة وتنمية مشروعي." فما بدأ مشروعاً منزلياً في العام 2006، أصبح اليوم يتكون من ثلاثة مصانع و 20 موظفاً؛ ويصدّر منتجاته إلى الكويت والمملكة العربية السعودية.

تأمل المتدربة في مجال تصميم الأزياء وخياطتها – صفاء غيث بأن تسير على خطى هاتين السيدتين صاحبتي الخبرة في تنمية مشروعها والمساهمة اقتصادياً بدعم أسرتها ومجتمعها المحلّي وأن تحقق أحلامها حيث تقول:" أريد أن أحقق ذاتي؛ أريد أن أصنع لنفسي اسماً مميزاً." ومع مواصلة الملتقى التوسع في خدماته، هناك المزيد من السيدات مثل صفاء ممن سوف يحصلن على الدعم لتحقيق أحلامهن على أرض الواقع بامتلاكهن لمشاريعهن الخاصة.


[1]  المصدر: www.jordanlens.org/research

TOP