بيان حول الديمقراطية والعدالة والمساواة العرقية

شارك

[addthis tool="addthis_inline_share_toolbox_pvdf"]

This statement is an Arabic translation from English:
Statement on Democracy, Racial Equality, and Justice by Andrew Wilson, Executive Director

نعمل في مركز المشروعات الدولية الخاصة كل يوم جاهدين من أجل دعم ومساندة أفراد ومؤسسات المجتمع المدني في كافة أنحاء العالم وهم يسعون لممارسة حقوقهم الديمقراطية. ويأتي هذا انطلاقا من إيماننا العميق بأن الديمقراطية ترتكز بشكل أساسي على مبادئ وقيم العدالة والمساواة وسيادة القانون. وحيث نركز في عملنا على الشمول والتمكين الاقتصادي، نحرص على تلك القيم بما يتوافق مع ما تصبو إليه المجتمعات البشرية كافة في الحرية والكرامة الإنسانية.

ويضم مركز المشروعات الدولية الخاصة صوته لصوت الجموع التي اجتاحها غضب عارم لمقتل جورج فلويد وبريونا تايلور وأحمد أربري، ويقدم المركز خالص تعاطفه وتعازيه الحارة إلي عائلاتهم الثكلى، كما يعبر عن تضامنه مع الذين يدعون إلى اتخاذ كافة إجراءات العدالة المتعلقة بوفاتهم، ونطالب بإعادة تقييم وفحص السياسات العامة التي تؤدي إلي تحرش الشرطة وإساءتها بشكل يومي للأقليات في مجتمعنا. إن الممارسات الوحشية والعنف العنصري من قبل الشرطة هي ممارسات خاطئة. وكوننا شعب وأمة واحدة، نؤيد الدعوات التي تؤكد على حرمة وقدسية دماء المواطن الأمريكي الأسود، كما نؤكد الحاجة إلى وضع وصياغة سياسات تضمن حمايته.

لقد نبع الغضب الشعبي العارم الذي سيطر على المشاعر بالبلاد من القيم الديمقراطية المتجذرة في مجتمعنا ومن القلق المشروع تجاه حالات الوفيات التي شهدناها مؤخرا ومن الانتهاك المتكرر لحقوق الإنسان وللحقوق المدنية التي تمتد جذورها في سياسات بوليسية تتسم بالتحيز العنصري. إن هؤلاء الذين يمارسون حقوقهم من خلال المظاهرات السلمية هم في الحقيقة يمارسون حقوقهم الدستورية في حرية التعبير والتجمع الواعي المسئول، ويجب أن يسمح لهم بممارسة تلك الحقوق دون التعرض للعنف من قبل الشرطة، ذلك العنف الذي شاهدناه في الأيام الأخيرة.

وكوننا مؤسسة تؤمن بالحرية وأهمية الديمقراطية وضرورة إتاحة الفرص الاقتصادية للجميع دون استثناء وعلى قدم المساواة، لذا ندعو صانعي القرار والمجتمع المدني ومجتمع الأعمال للعمل مع المجتمعات الممثلة للأقليات، وعليهم أن يدركوا وأن يعملوا على الأسباب الأساسية التي جعلت من العنصرية ممارسة دائمة في بلدنا، وعلى أن يعملوا كذلك على معالجة الحواجز الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والمؤسسية التي أدت إلى استمرار تلك الممارسات العنصرية.

إن وسائل الحوار والتحرك الهادف والجاد هي وحدها القادرة على مواجهة تلك الممارسات والمضي قدما ببلادنا بعيدا عن الأثار الوخيمة والخبيثة للعنصرية التي توطنت منذ سنوات طويلة. ونحن أيضا نتفهم الصعوبات التي تواجهها الأعمال الصغيرة حتى في أفضل أوقاتها وأحوالها، ولذلك ندعم ونتضامن مع المشروعات والشركات المحلية العديدة التي تعاني من التدمير وضياع ممتلكاتها جراء الاضطرابات الحالية.

هذا وقد شهدنا في الميادين العامة حول العالم، مواطنون وقفوا متضامنين ومساندين لحقوق البشر في التعامل بما يستحقون من كرامة، تلك الحقوق غير القابلة للجدل بصرف النظر عن لون بشرتهم، فالديمقراطية عملية تستوجب وتتضمن المراجعة بصورة دائمة ومتكررة وبمشاركة من جميع المواطنون بما يضمن مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم، إذ لا يوفر أي من نظم الحكم الأخرى الأدوات الضرورية واللازمة لكل مواطن خصوصا الفئات المهمشة من قبل الجهات الأقوى، بما يمكنهم من تنظيم صفوفهم والعمل على بناء بيئة أفضل لأقرانهم.

إن قوة ورسوخ الأنشطة المدنية، عبر تاريخ الولايات المتحدة، سعيا لتحقيق العدالة العرقية، أصبح مصدر إلهام للعالم بأسره، إلا أن تأثيرنا ومرجعيتنا الأخلاقية للمضي قدما في سبيل نشر وتعزيز الديمقراطية حول العالم قد وهنت نتيجة أعمال وإخفاقات حكوماتنا ومؤسساتنا، ولذا يتوجب علينا أن نطالب أنفسنا وقادتنا المنتخبين بالمزيد من أجل مواجهة ومعالجة الاختلالات بمجتمعاتنا ومن أجل الالتزام بالديمقراطية التي تؤتي بثمارها للجميع.

 

TOP