كتب: سيف الله عمر
محلل مالي
تُعَدّ أزمة السكر في مصر قضية حيوية، إذ تعكس التحديات الكبرى التي تواجه الأمن الغذائي في البلاد. يلعب السكر دورًا استراتيجيًا في الاقتصاد المصري، حيث يرتبط بمجموعة من القطاعات الصناعية والغذائية، كما يشكل جزءًا من النظام الغذائي اليومي للمصريين. يؤدي أي نقص في السكر إلى تأثيرات واسعة على الأسعار واستقرار السوق، مما يجعل من الضروري مواجهة هذه الأزمة بفعالية.
تطور الأزمة
تنتج مصر سنويًا حوالي 2.4 مليون طن من السكر، بينما يبلغ معدل الاستهلاك نحو 3.3 مليون طن. هذا التفاوت يخلق نقصًا كبيرًا يبلغ حوالي 900 ألف طن يجب تغطيته من خلال الاستيراد. تتعدد أسباب هذه الأزمة ومنها:
دور التكنولوجيا في معالجة الأزمة
تلعب التكنولوجيا دورًا رئيسيًا في مواجهة أزمة السكر وتعزيز الأمن الغذائي، وقد تبنت دول كثيرة التكنولوجيا ونجحت في ضمان توفر الغذاء بشكل دائم ومستقر، فيمكن لمصر الاستفادة من هذه التقنيات لتحسين استجابتها للأزمات الغذائية. هناك أمثلة كثيرة لاستخدام التكنولوجيا في توفير الغذاء فمثلاً استخدمت الولايات المتحدة تقنيات الزراعة الدقيقة مثل أجهزة الاستشعار وتحليل البيانات لزيادة الإنتاجية الزراعية بنسبة تصل إلى 20% وتقليل استهلاك الموارد. لذلك يمكن لمصر تطبيق هذه التقنيات لتحسين إنتاجية قصب السك. كذلك أثبتت تقنية Blockchain فعاليتها في البرازيل لتعزيز الشفافية في سلاسل التوريد الزراعية، مما يساعد في تقليل الفاقد وضمان جودة المنتج، واستخدمت الهند التحليلات المتقدمة لمراقبة الأمن الغذائي بشكل فوري، مما ساعد في الاستجابة السريعة للأزمات.
كما استخدمت دول كثيرة المنصات الرقمية للتداول، فاستخدمت باكستان منصة رقمية متكاملة "PakAgri"
لتجميع سلسلة التوريد الزراعية تتيح تتبع ورصد الشكاوى، والتداول، وشراء السكر وسلع أخرى، مما يعزز الشفافية والكفاءة كما استخدمت الهند منصة وطنية للزراعة الإلكترونية "eNAM " تتيح للمزارعين والتجار تداول السلع الزراعية عبر الإنترنت، مما يضمن شفافية الأسعار ويساهم في الوصول إلى الأسواق. كذلك استخدمت البرازيل “Sebrae” لتوفير أدوات لدعم المزارعين وتحسين إدارة الأعمال الزراعية وتداول السلع، مما يساهم في تحسين كفاءة السوق. وتستخدم كينيا منصة الرسائل النصية القصيرة وتطبيقات الهواتف المحمولة “M-Farm” لربط المزارعين بالمشترين والتجار، مما يساعد في الحصول على أسعار عادلة وتحسين الوصول إلى الأسواق. كذلك استخدمت تنزانيامنصة “AgriTech” لتسهل الوصول إلى المعلومات الزراعية وتسويق المحاصيل، مما يعزز الشفافية في سلاسل التوريد.
الخلاصة و التوصيات
تعكس أزمة السكر في مصر التحديات المعقدة للأمن الغذائي. يمكن لمصر الاستفادة من التجارب العالمية التي تتبني التكنولوجيا الحديثة لتحقيق الاستقرار في إمدادات السكر وضمان الأمن الغذائي، لذلك يمكن لمصر اتباع التوصيات التالية لمواجهة أزمة السكر وتعزيز الأمن الغذائي:
المصادر:
* الآراء الواردة بالمقال تعبرعن رأي كاتبه، ولا تعكس بالضرورة عن رؤية مركز المشروعات الدولية الخاصة