يختلف عالمنا اليوم عن عالم جورج مارشال، وهارى ترومان سنة ١٩٤٧ عندما جندوا الشعب الأمريكى فى برنامج مثير لإعادة بناء أوروبا التى خرجت مدمرة من الحرب العالمية الثانية وأوشكت على الوقوع فى قبضة الشيوعية . كتب ثيودور هوايت عن أوروبا فى تلك الأيام : " كان الناس يتضورون جوعا، ومات بعضهم من المجاعة، ولجأ البعض إلى السرقة، واضطر معظم الناس إلى تخزين الطعام، وأصبح الجميع مخادعين". وفى يونيو ١٩٤٧ عندما عاد مارشال من اجتماعات فى روسيا مقتنعا أن الروس يخططون للاستيلاء على أوروبا كنا قد أنفقنا بالفعل بليون دولار فى إدارة ا للأمم المتحدة للإغاثة والتأهيل، وقدمنا منحة قدرها بليون وربع البليون دولار كمعونة مباشرة للحكومة الفرنسية، ونحو نصف بليون دولار للجيش الأمريكى لإطعام الألمان الذين كانوا يموتون جوعا، وأعطينا المملكة المتحدة ثلاثة بلا يين وثلاثة أرباع بليون دولار . ورغم ذلك كان الاقتصاد الأوروبى ما يزال مصابا بالشلل، فقد كانت مدن كثيرة ما تزال مهدمة، والمواد الغذائية تصرف بالبطاقات، والمصانع مفتقرة إلى الطاق ة . تلك الأيام المحفوفة بالخطر كانت تستدعى منا أن نسلك طريقا جديدا لكى ننقذ أوروبا من حافة الهاوية..